الشرطة البريطانية تحقق مع فرقة موسيقية بسبب دعمها للفلسطينيين

الشرطة البريطانية تحقق مع فرقة موسيقية بسبب دعمها للفلسطينيين
فرقة الراب "نيكاب"

فتحت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، الخميس، تحقيقًا رسميًا ضد فرقة الراب الأيرلندية الشمالية "نيكاب"، وذلك للاشتباه في تورّط أعضائها بإطلاق تصريحات تحريضية تدعم الفلسطينيين وتدعو إلى العنف ضد أعضاء البرلمان البريطاني، خاصة المنتمين لحزب المحافظين.

واستندت الشرطة إلى مقاطع فيديو التُقطت خلال حفلات موسيقية أقيمت في لندن عام 2024، وأخرى في نوفمبر 2023، ظهر فيها أحد مغني الفرقة وهو يردد: "هيا يا حماس، هيا يا حزب الله"، بينما يظهر في مقطع آخر وهو يقول: "المحافظ الجيد هو المحافظ الميت، اقتل نائبك في البرلمان"، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأثارت هذه التصريحات ضجة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، ودفعت الوزيرة كيمي بادنوك، وهي من أبرز وجوه حزب المحافظين، إلى المطالبة بحظر الفرقة نهائيًا واستبعادها من مهرجان غلاستونبري المقرر في يونيو.

دعم فلسطين في كوتشيلا

زادت الأزمة اشتعالًا بعد حفل أقيم في 18 أبريل الماضي خلال مهرجان كوتشيلا الشهير في كاليفورنيا، حيث عرضت الفرقة على شاشة ضخمة رسائل مناهضة لإسرائيل، من بينها: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني"، و"اللعنة على إسرائيل، حرروا فلسطين".

وصرحوا أمام الجمهور قائلين: "نأتي من بلفاست وديري في أيرلندا، ولا تزالان تحت السيطرة البريطانية.. ولكن هناك احتلالًا أسوأ: حرروا فلسطين".

ودفعت هذه التصريحات إلى استبعاد "نيكاب" من مهرجان موسيقي في كورنوال جنوب غرب إنجلترا، فضلًا عن إلغاء ثلاث حفلات كانت مقررة لهم في ألمانيا خلال سبتمبر المقبل، وسط غضب سياسي واسع، واتهامات بأن الفرقة تحرض على الكراهية السياسية وتدعم جماعات مصنفة إرهابية.

نفي واعتذارات

من جهتهم، أصدر أعضاء الفرقة الثلاثة –مو كارا، موغلي باب، ودي جاي بروفي– بيانًا رسميًا نفوا فيه دعمهم لحماس أو حزب الله، مؤكدين أنهم "يدينون كل الهجمات ضد المدنيين". 

وأضافوا أنهم "لم يدعوا أبدًا إلى العنف ضد أعضاء البرلمان"، وقدموا اعتذارًا صريحًا لعائلتي النائبين القتيلين ديفيد أميس (2021) وجو كوكس (2016)، قائلين: "لم تكن نيتنا يومًا إيذاء أحد".

وندّد أعضاء الفرقة بما اعتبروه "حملة تشويه منسقة"، مشيرين إلى أن بعض المقاطع "أُخرجت من سياقها" وأن هناك "محاولة واضحة لتحويل النقاش عن القضايا الجوهرية"، في إشارة إلى إسرائيل. 

وفي المقابل، عبّر عدد من الفنانين البارزين في المشهد الموسيقي عن تضامنهم مع "نيكاب"، موقّعين على رسالة دعم أدانوا فيها ما وصفوه بـ"القمع السياسي ومحاولة فرض رقابة ممنهجة".

خلفية ثقافية وسياسية

تأسست فرقة "نيكاب" عام 2017 في بلفاست، وتعرف بمزجها بين موسيقى الراب والبنك، وبأغانيها التي تؤدى باللغتين الإنجليزية والأيرلندية، معتبرين أن اللغة الأيرلندية رمز لمناهضة الاستعمار البريطاني. 

وحققت الفرقة شهرة عالمية بعد إصدار ألبومها "فاين آرت" عام 2024 وفيلمها الوثائقي "نيكاب"، وسبق أن كسبت معركة قانونية ضد الحكومة البريطانية التي كانت ترفض تمويلهم بدعوى أن مواقفهم مناهضة للمملكة المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية